vendredi 26 septembre 2014

مناظر وخواطر


زنجبار... إبداع الخالق وأثر الإنسان (1)
فوروضاني: الواجهة البحرية لجزيرة زنجبار - تنزانيا






تردد اسم هذه الجزيرة كثيرا حولي، كنت في الإعدادي لما سمعت باسم هذه الجزيرة لأول مرة ومنذ تلك اللحظة وأنا أنسج في مخيلتي صورا لهذه الجزيرة، لا أعلم لهذه اللحظة سبب اهتمامي بها وانجذابي إليها، قد يكون اسمها الغريب؟ أو موقعها الجغرافي النائي؟ أو لغة أهلها القريبة من العربية؟، قادني فضولي لأن أخالط طلبة قدموا من هنالك ليدرسوا عندنا في الجزائر، فزاد عطشي وطال أرقي ! فكلما حدثوني عن ركن في جزيرتهم أو قصوا علي جزءا من تاريخها أو وصفوا لي بعض عادات أهلها.. زادت رغبتي لأنزل أرض الجزيرة وأكتشف ما فيها من أسرار وخبايا، هكذا ودون دليل أو مرشد. ثم جاءت التكنولوجيا لتلهب نار شوقي لتلكم البقاع، فبعد أن كنت أمضي العشايا والسهرات في الاستماع لأخبار أهل الجزيرة ويومياتهم، غدوت أقضي الساعات في تأمل الصور التي يجود بها علي الطلبة كلما قفلوا عائدين من جزيرتم بعد عطلة الصيف، عند هذا الحد قررت أن أبدأ في التخطيط جدّيا لزيارة الجزيرة فتوالت المحاولات وتعاقبت الإخفاقات (أو التجارب)  حتى تحقق الحلم، ووصل الفتى إلى مبتغاه ونزل "أحمد" أرض "الميعاد" !، فكانت الحقيقة أبلغ من الخيال... طوال الطريق على متن الطائرة بين الجزائر ودار السلام ثم على اليخت السريع بين دار السلام وزنجبار كنت أستذكر معلوماتي وأحاول أن أجمع ما تشتت من صور طوال عشر سنوات !  منذ أن سمعت عن جزيرتي !، لم يخيب اليخت ظننا فطوى عنا بعد مقصدنا وتمايل بنا بين أمواج المحيط وارتفع بنا وانخفض كثيرا وبشدة أحيانا حتى بدت من بعيد شواطئ زنجبار التي قال عنها أحد السياح البريطانيين – والذي طاف بعدة بلدان – أنها أجمل شواطئ العالم !، كنت أرقب ذلك المنظر وتلك اللوحة الرائعة التي طالما تأملتها وذهلت من هيبتها.. منظر ميناء زنجبار الذي تصطف فيه قلاع وقصور ودور العمانيين الأوائل في وقار وهيبة... واجهة بيضاء تزينها خطوط بنية أو سوداء، هي تلك النوافذ والشرفات الخشبية المرصعة بنقوش فنية دقيقة تذكر رائيها بزمن ازدهار حضارة المسلمين شرقا وغربا في بلاد الفرس والأندلس...، شرفات تطل على خليج صغير  تتراقص في مياهه عشرات القوارب الخشبية العتيقة والسفن واليخوت الفخمة.. تترنح جميعا متجاورة فوق أمواج خفيفة في وئام وتآلف !، ترصع اللوحة – أو الواجهة البحرية – بعض أشجار المانجو الضخمة، ونخيل النرجيل تتسابق نحو الفضاء وأنواع أخرى من أشجار الجزر الإستوائية، وفي سماء الميناء ترسو مجموعة من سحب بيضاء آثرت المكوث فوق الجزيرة تراقب من علٍ الحياة الهادئة في ربوع الجزيرة...
رغم أني شاهدت هذا المنظر في صور فوتوغرافية عالية الجودة من قبل.. إلا أني أحسست بعظمة الخالق تتجلى في روعة خلقه لعيني التي أهدت لي رؤية أشمل وأوضح وبالتأكيد أروع...
هل أتممت الحديث عن روائع زنجبار؟ كلى فأنا لم أتحدث سوى عن واجهتها البحرية ولمّا أغص بعدُ في أعماقها وأسبر أغوارها وأكشف لكم كنوزها العديدة..  
الجزائر: الأربعاء 30 ذو القعدة 1435 ه / 24 سبتمبر 2014م.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire